Monday, March 23, 2009

اذهبوا إلى العالم

فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فَعَلة إلى حصاده ( مت 9: 38 )
.. اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها



إن جزءًا من قصد الرب قد تم في خلاص نفوسنا نحن. هذا جميل ومن أجله نفرح ونُعظّم اسمه المبارك. ولكن ليس هذا كل شيء. يوجد الجزء الآخر من غرض الرب السامي وذلك هو أن نأتي نحن المُخلَّصين بثمر، وأن نأخذ نصيبنا في تتميم مقاصد نعمته نحو غير المُخلَّصين. إنه لو كان لنا شيء يُذكَر من محبته غير المحدودة نحو النفوس البعيدة لَمَا شعرنا براحة، ولو ليوم واحد، من نحو الكثيرين، ولا سيما المُحيطين بنا، ممن لا يزالون في الظلمة ولم يتمتعوا بفرح وبركات خلاص نفوسهم العزيزة الكريمة. آه. مَن لنا بقلوب تشاركه في محبته وعطفه. أ لم نسمعه يقول: «فاطلبوا من رب الحصاد أن يُرسل فَعَلة إلى حصاده» ( مت 9: 38 ). ولكن لا شك أن خلف هذا التحريض قلبًا مُفعمًا بالمشغولية العظيمة بحاجات الشعب الروحية. «ولما رأى الجموع تحنن عليهم ... حينئذٍ قال لتلاميذه: الحصاد كثير ولكن الفَعَلة قليلون. فاطلبوا من رب الحصاد أن يُرسل فَعَلة إلى حصاده».

إن الشعور بحاجتنا يدفعنا للصلاة. ولكن يجب أن تدفعنا حاجات الآخرين إلى الصلاة بنفس الرغبة والنشاط والقوة. إننا عندما نصلي من أجل الآخرين بحرارة، نكون متفقين مع فكر الرب كل الاتفاق. والذين علَّمهم الرب أن يصلّوا كانوا نفس الأشخاص الذين اختارهم ليُرسلهم. دعاهم إليه وأعطاهم سلطانًا وأرسلهم ( مت 10: 1 - 5). إن قوله «اطلبوا» وقوله «اذهبوا» قد صدر منذ ألفي سنة تقريبًا، ومع ذلك توجد للآن أماكن في حقل الحصاد بدون عمال بالكُلية.

إن الكثيرين من البشر لا يزالون يجهلون المسيح الذي مات لأجلهم، ولا يزالون تحت سلطان إبليس عدو النفوس الأعظم، الذي جاء الرب لكي يُخلِّص هذه النفوس من عبوديته المريرة القاسية.
ويجب أن نذكر، ليس فقط الأماكن التي لم يصل إليها كارز بالإنجيل، بل أيضًا نذكر قلة الكارزين في كثير من الأماكن التي وصل إليها الإنجيل. في كثير من الأماكن يتحمل العاملون ضغطًا ومسؤوليات أكثر مما يستطيعون القيام به، لأن قلة عدد العاملين يضطر المُخلِص لعمل الرب أن يعمل فوق مقدوره، شاعرًا بحاجة النفوس الكثيرة حوله ووجوب العمل المتوالي على تسديد هذه الحاجات. ليتنا لا ننسى أن نطلب بلجاجة من رب الحصاد أن يرسل فَعَلة إلى حصاده.


أزوالد ج. سميث

No comments:

Post a Comment