Tuesday, March 20, 2007

قاضي الظلم والمرأة اللحوحة



قاضي الظلم والمرأة اللحوحة



وقال الرب اسمعوا ما يقول قاضي الظلم. أفلا ينصف الله مختاريه الصارخين إليه نهاراً وليلاً وهو متمهل عليهم. أقول لكم إنه ينصفهم سريعاً(لو 18: 6 ،7)
مَثَل قاضي الظلم بسيط وواضح في مبناه. فلقد كانت هناك أرملة في مدينة لديها مشكلة، فذهبت إلى قاضي مدينتها لينصفها، لكن ذلك القاضي كان ظالماً، فلم يهتم بأمر تلك المرأة. وأما الأرملة فإذ لم يكن لها من ملاذ آخر، فلقد اعتادت أن تذهب إلى ذلك القاضي بشكواها يومياً، مما دفع القاضي لأن يقول في نفسه: وإن كنت لا أخاف الله ولا أهاب إنساناً، لكن لكي أُريح نفسي من هذه المرأة أنصفها. وهنا نقول:


إن المفارقات بين هذا المَثَل وبين حالتنا مع إلهنا واضحة



ـ فالقاضي هنا هو على النقيض تماماً من الله: فهو ظالم، ولا يبالي ولا يرحم، لا ضمير عنده يزعجه، ولا قلب يجعله يرق. أما الله فهو ليس فقط عادلاً، بل هو أيضاً صالح ومحب.


ـ ثم إن القاضي ما كان يعنيه مُطلقاً أمر المرأة الأرملة، أما الرب فهو يعنى بصفة خاصة بالمظلومين وبالأرامل (مز 10: 14 ،18؛ 68: 5).


ـ ثم إن القاضي أنصف الأرملة لكي يتخلص منها ويرتاح. في المقابل مع ذلك فإن الرب لا يريدنا أن نسكت، بل هو يحرّضنا قائلاً: "لا تسكتوا، ولا تدعوه يسكت" (إش 62: 6 ،7). ـ


ورابعاً: إنه لم تكن هناك أية علاقة بين القاضي وهذه الأرملة، وأما المسيح هنا فهو لا يقول إن الله ينصف الصارخين إليه، أو ينصف المؤمنين الصارخين، بل ينصف مختاريه الصارخين.


ومختاروه هم أولئك الذين سُرَّ بهم الله منذ الأزل، واختارهم لمسرته ولذته، لنكون بالقرب منه إلى الأبد. هنا قطبان على طرفي نقيض: قاضي يملك السلطة، وأرملة لا سند لها. هي في منتهى العجز أمام قاضي لا يبالي.


ومع ذلك فإنها نالت بغيتها. فكيف تم لها ذلك؟ يقول الرب في ع4ـ6 إنه عن طريق لجاجتها حصلت على ما تريد. وهكذا فإن امرأة عاجزة، بدون سلاح سوى اللجاجة، حصلت على ما تريد من قاضي ظالم!


ويظل الدرس الذي قصد الرب أن يعلِّمه لتلاميذه هنا؛ أنه إذا كان القاضي الظالم أنصف، فكم بالحري الله العادل. وإذا كان إنسان شرير خضع لامرأة لا تملك من القوة سوى سلاح اللجاجة، وعمل ما لم يكن يوّد أن يعمله، فكم بالحري الله البار يُسرّ بأن يسمع لصلوات القديسين الحارة، ويعمل ما يُسرّ هو بأن يعمله

Wednesday, March 14, 2007

ما قد لا تعلمه عن الصلب




لماذا لم يشرب المسيح مزيج الخل والمرارة؟
مزيج الخل والمرارة كان يعطى للمصلوبين ... الكثير منا يظن أنه يعطى للمصلوب لكي يزيد من عذاباته، لكن هذا ليس صحيحا.... هذا المزيج كان مخدر... مخدر للألم كالمورفين...كان يستخدم لكي يقلل من آلام المصلوب!!! أترى معي قوة المسيح!! رغم كل آلامه الرهيبة إلا أنه رفض أن يشرب المزيج( متى 34:27) لأنه أتى إلى الأرض لكي يتألم من أجلنا ويخلصنا... فخطايانا كثيرة وعظيمة، لذلك الثمن المدفوع لأجلها يجب أن يكون عظيما...فهو قال "الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها؟"(يو11:1...

المسيح جلد مرتين وليس مرة
أول مرة جلد فيها المسيح كان في دار رئيس الكهنة لما كان منتظرا أن يعرض أمام الكهنة...( إقرأ متى63:22).. والذين جلدوه هم اليهود وليس الرومان...وفي أثناء الجلد والإستهزاء نظر إلى بطرس لما صاح الديك فبكى بطرس بكاء مر (متى 61-63:22).... والمرة الثانية كما تعرفون هي الأربعين جلدة من الرومان قبل أن يصلب...


المصلوب لا يجلد

أي إنسان محكوم عليه بالصلب لا يجلد كما ينص القانون الروماني... لكن المسيح جلد قبل الصلب كاسرا قانون الرومان...هذا حدث لأن بيلاطس أمر بجلد المسيح أملا في أن ينال المسيح تعاطف الشعب اليهودي، فيتفادى صلبه... لأن بيلاطس إعترف عدة مرات ببر المسيح وبراءته من التهم المنسوبة له، لكن خطته فشلت... فتسبب في زيادة عذابات المسيح الجسدية...



لماذا مات المسيح سريعا؟


المسيح مات سريعا بسبب العذابات التي نالها قبل أن يصلب... فالجلد تسبب في إصابة الرئتين ونزيف داخل القفص الصدري ونزيف خارجي...مما أدى إلى صعوبة في التنفس وضعف في عمل الوظائف الحيوية في الجسم...وعندما نقرأ الكتاب جيدا نجد أن المسيح لم تكسر ساقاه لأن الجنود وجدوه قد مات، أما اللصان فكانا حيان، فكسروا ساقهم... حتى أن بيلاطس تعجب لسرعة موت المسيح (مرقس 44:15



الذي طعن المسيح أصبح شهيدا وتعيد له الكنيسة مرتين في السنة
طعن الجندي المسيح في جنبه ليتأكد من أنه قد مات... وإسم هذا الجندي لونجينوس... وهو قديس عظيم آمن بالمسيح وهو على الصليب مهانا ضعيفا... لكنه أدرك أن هذا الضعف كان قمة القوة لأن محبة المسيح لأعداءه على الصليب غلبت كل قوى الشر...




يهوذا الإسخريوطي لم يتوقع صلب المسيح
عندما ندقق في أحداث الصلب، نجد أن يهوذا أحب المال أكثر من الله، مما دفعه إلى تسليم المسيح لليهود بثلاثين من الفضة... وهنا نجد أن يهوذا سلم المسيح على أساس أنه بريء ولم يفعل شرا، وبالتالي عندما يحاكمه اليهود سيجدوه بريء ويفرجون عنه...وبهذا يكون قد كسب المال وفي نفس الوقت ينال المسيح البراءة... لكن لم تتحقق خطة يهوذا وحدث ما لم يكن في حسبانه وحكم على المسيح بالصلب... حينها ندم يهوذا على ما فعله وأدرك هول الكارثة وتذكر تحذيرات المسيح المتكررة له، فأرجع الثلاثين من الفضة إلى الكهنة واعترف بأنه أسلم دما بريئا...وفي ندم ويأس ذهب وشنق نفسه...




ما الذي جعل اللص يؤمن بالمسيح ربا ومخلصا؟؟
في بداية الصلب، نجد أن اللصان كلاهما كانا يعيران المسيح لأنه كان مجرما مثلهم...لكن ماذا حدث حتى يؤمن ديماس اللص بالمسيح؟ 1.كان اللصان يسبان ويلعنان المسيح واليهود والرومان الذين صلبوهما ... أما المسيح فلم يقل كلمة شريرة، بل على العكس، فقد طلب من الله أن يغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون...ولم يكن يرد على تعييرات ديماس وجيسماس(اللص اليسار).... أنا أتخيل أن اللص عندما رأى هذا الموقف ذهل وقال في نفسه " ما هذا الإنسان العجيب؟! كيف يسامح صالبيه... يالهذه المحبة العظيمة!!" ...وعند هذا الوقت توقف ديماس عن تعيير المسيح... وشعر بأن المسيح إنسان بار وقديس... لكنه لم يدرك بعد لاهوت المسيح... 2.سمع ديماس المسيح يطلب من يوحنا الحبيب وهو في قمة آلامه أن يهتم بالعذراء ويعتبرها أمه... فتعجب من محبة المسيح، وفي نفس الوقت اندهش من محبة العذراء ويوحنا الحبيب للمسيح, فهما تبعاه إلى الصليب ولم يخافا من الجنود الرومان واليهود مثل باقي التلاميذ... فبدأ قلب ديماس يلين ويتحول من قلب حجر إلى قلب لحم...فمحبة المسيح أذابت قلبه... لكن هل هذا يكفي حتى يؤمن ديماس بألوهية المسيح المصلوب المهان الضعيف؟ لا...لا يكفي... 3.إظلمت الشمس، وتزلزلت الأرض، والصخور تشققت، والأموات قاموا، والحجاب انشق نصفين... حينها ربط ديماس الأحداث كلها ببعضها البعض بعمل النعمة فانفتحت عيناه وأدرك ديماس حقيقة المسيح وصرخ بكل قوة وقال
" أذكرني يارب متى جئت في ملكوتك"...
فسمع الوعد المبارك من المسيح
"الحق الحق أقول لك أنك اليوم تكون معي في الفردوس"








الغني ولعازر




فقال إبراهيم: يا ابني، اذكر أنك استوفيت خيراتك في حياتك، وكذلك لعازر البلايا. والآن هو يتعزَّى وأنت تتعذب




لو 16: 25




قصة واقعية رواها المسيح ليكشف الستار عما وراء القبر. ونتعلم من هذه القصة بعض الدروس النافعة




1




لا يذكر الرب اسم الغني «لا أذكر أسماءهم بشفتيَّ» ( مز 16: 4 ). ولكنه يذكر لعازر لأنه «القديسون الذين في الأرض والأفاضل كل مسرتي بهم» ( مز 16: 3 ).




2




ـ الاختيار والدعوة بالنعمة، غالبًا ما يكون للجهَّال والضعفاء والأدنياء والمُزدرى وغير الموجود ليُبطل الموجود، «لكي لا يفتخر كل ذي




جسد أمامه» ( 1كو 1: 26 - 29).




3




مشاهد حياتهما مُتباينة: الأول غني، يلبس البزّ والأرجوان، وهو يتنعَّم كل يوم مُترفهًا، وبالإجمال: «استوفى خيراته»، ولعازر مسكين، مطروح عند باب الغني مضروبًا بالقروح، يشتهي أن يشبع من الفُتات الساقط من مائدة الغني، بل كانت الكلاب تأتي وتلحس قروحه، وبالإجمال: «استوفى البلايا».




4




طال الموت الغني كما الفقير، ولم يفرِّق بين صغير وكبير، فعلى الأرجح كان الغني شابًا، وربما لم يكن له زوجة وأولاد، فقد قال: «لي خمسة إخوة» ولم يذكر زوجة أو أولاد.




5




ـ وضع الموت حدًا لكل شيء، وتغيَّرت وتبدّلت الأحوال تمامًا، فها هو الغني في الهاوية مُعذب في اللهيب «فالعالم يمضي وشهوته» ( 1يو




2: 17 )، بينما لعازر يتعزى في حضن إبراهيم ولسان حاله: «آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا» ( رو 8: 18 ).




6




ـ لم يصلْ لعازر إلى حضن إبراهيم بسبب فقره ومُعاناته، بل لأنه من أولاد إبراهيم روحيًا حيث يُدعى إبراهيم «أبا المؤمنين» ( رو 4: 11 ، 12).




7




من كلام إبراهيم: «إن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء، ولا إن قام واحدٌ من الأموات يصدقون» ( لو 16: 31 ) نفهم أن «الإيمان بالخبر، والخبر بكلمة الله» ( رو 10: 17 ) وليس بالآيات أو بالممارسات ( أف 1: 13 ؛ يع1: 18؛ 1بط1: 23؛ إش55: 10، 11).







قارئي العزيز: إن الأبدية بدون المسيح مُرعبة، فمَنْ منا يسكن في نار آكلة ووقائد أبدية؟ فلا تمضِ إلى الأبدية بدون رجاء، وتعال للمسيح