Sunday, March 23, 2008

دراسة شخصية توما المتشكك







إن توما الذي كثيراً ما ندعوه "توما المتشكك" يستحق الاحترام لإيمانه. كان توما شكاكاً، لكن شكوكه كانت بقصد أن يعرف الحقيقة. ولم يتمسك توما بشكوكه ويتشبث بها بل آمن بفرح عندما زالت شكوكه. لقد عبر توما عن شكوكه تماماً ونال إجابة كاملة عنها. فكان التشكك هو وسيلته الوحيدة للاستجابة، وليس طريقة أو أسلوباً للحياة.
برغم إيجاز نظراتنا إلى توما، إلا أننا نلاحظ ثبات شخصيته. فقد جاهد ليكون أميناً لما يعرفه برغم ماأحس به. ففي اللحظة التي اتضح فيها للكل مقدار الخطر المحيط بيسوع كان توما هو الوحيد الذى عبر بالكلمات عما أحس به معظمهم: "لنذهب نحن أيضاً فنقتل معه!" (يو 11: 16) فلم يتردد فى أن يتبع يسوع.
ولسنا نعلم سبب غياب توما فى أول مرة يظهر فيها الرب يسوع لتلاميذه بعد القيامة، لكنه رفض قبول أو تصديق شهادتهم عن قيامة المسيح، فلم يقدر ولا عشرة أصدقاء أن يغيروا فكره.
يمكننا أن نشك دون حاجة إلى أن نعيش أسلوب حياة متشكك. فالشك يشجع على إعادة التفكير. فالقصد منه هو إذكاء العقل لا تغييره. ويمكن استخدام الشك فى طرح أسئلة والحصول على إجابة والحث على اتخاذ قرار. ولم يكن يقصد بالشك أبداً أن يكون حالة دائمة. فالشك يقف على قدم واحدة والأخرى مستعدة لتوضع إما إلى الأمام أو إلى الخلف. ولن يتحرك الإنسان إلى أن تتثبت هذه القدم على الأرض.

فإذا اجتزت شكاً فخذ الشجاعة من توما. لأنه لم يبق فى شكه بل ترك ليسوع أن يقوده إلى التصديق والإيمان. تشجع أيضاً من حقيقة أن عدداً لا يحصى من المؤمنين بالمسيح قد جاهدوا مع الشكوك. ولعل الإجابة التي أعطاها لهم الله تكون عوناً عظيماً لك. فلا تستمر في شكوكك بل تجاوزها إلى القرار والتصديق. وابحث عن مؤمن آخر يمكنك أن تعرض شكوكك عليه. فإن الشكوك الصامتة نادراً ما تجد إجابة







قام المسيح.... حقا قام