Thursday, March 31, 2011

Four Things


He has planted eternity in the human heart. . . .

There are four things we should know about every person on this earth. No matter how successful they are, how unsuccessful they are, how famous they are, how beautiful and handsome they are, or how unattractive and plain they may be, everyone shares these four traits.

One, there is
an essential emptiness in every person who hasn't yet come to Christ. Everyone is essentially empty. No matter how much money or prestige someone has, everyone has to deal with that emptiness. 

Scripture says that God made His creation subject to vanity or emptiness, meaning there is a void—a hole, if you will—inside every man, woman, and child.

Two, people are lonely. We can assume there is a sense of loneliness in every individual. Albert Einstein once wrote, "It is strange to be known so universally and yet be so lonely." People are lonely. We need to know that.

Three, people have a sense of guilt. They may try to mask it with alcohol or have a psychologist or psychiatrist tell them it is not there. But they have to deal with their guilt over the things they have done wrong.

The head of a mental institution in London once said, "I could release half of my patients if I could find a way to relieve them of their sense of guilt."

Four, people are afraid to die. Some may strut around and say, "Not me. I'm not afraid to die." But they are.

So don't be so intimidated by the facades that people hide behind and assume they don't want to hear what you have to say about your faith in Christ.

Remember, you used to be one of those people. I used to be one of those people. And we responded to the gospel. So will they.

Greg Laurie

Saturday, March 26, 2011

أزرع لكي تحصد

الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع، مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه مز126: 6
في الأيام الأخيرة من شهر أكتوبر - تشرين الأول - يظهر الخريف ، وهو وقت الحصاد الذي فيه نجمع نتائج عملنا. 

مَنْ الذي في الربيع كان يفكر في الخريف؟ مَنْ كان يفكر في الزهور التي لا بد أن تذبل وتختفي في الوقت الذي فيه كل شيء ينمو حولنا ويتطور في قوة وفرح التجديد؟ بكل تأكيد ليس الذين يعيشون حياة سهلة وخفيفة ولا يفكرون سوى في أن يكون لهم وقت طيب. إن الفلاح الذي في الربيع حرث الأرض وبذر وزرع، يعلم جيداً أنه لكي يحصد في الخريف لا مجال لإضاعة الوقت. والذي لم يعتنِ جيداً بأرضه، بدلاً من أن يجني ثماراً بوفرة، لن يجد سوى خليطاً من الأعشاب الضارة (أم24: 30- 34). 

إن الربيع هو فصل الشباب المملوء قوة ونشاطاً عند دخوله إلى الحياة، ولكن سيأتي يوم يحل فيه خريفهم. ألا نعترف أننا قلما نفكر في هذا؟ نقول ما زالت أمامنا سنوات طويلة لنعيشها، والوقت للعمل والبذر ما زال أمامنا! هل سمعت زارعاً يتكلم هكذا؟ ألا يستثمر كل يوم من هذه الأيام التي تمرّ بسرعة؟ 

لننتهز الفرصة، إن هذا الكلام موجه لجميع المؤمنين. ألا نريد أن نرجع إلى بيتنا يوماً بالترنم (مز126: 5)؟ أم أننا سنكون من الذين سيقول لهم السيد: « أيها العبد الشرير والكسلان » (مت25: 26)؟ هل سوف لا يجد عندنا سوى أوراقاً؟ 

إنه أمر رهيب إن كنا لا نخلص إلا « كما بنار « ، ولا أحد منا يريد أن يقضي فترة وجوده هنا على الأرض بلا ثمر لذاك الذي أحبنا كثيراً. لذلك لنشرع من الآن في نشر البذار الصالحة حولنا ولنتخلَّ عن بعض التمتعات العابرة. قد تقول لنفسك سوف أعمل أعمالاً عظيمة للرب. إنه أمر حسن جداً، ولكن انظر حولك. إن كل ما هو كبير يتكون من أشياء صغيرة. كُن « أميناً في القليل ». إن الحياة مكونة في أغلب الأحيان من تفاصيل ضئيلة في ظاهرها. والبذار لا تكون أبداً ضخمة. 

لنشجع بعضنا بعضاً بالصلاة لكي نتزوّد ببذار صالحة من كلمة الله وننشرها حولنا. وبذلك نتبع أثار « الزارع » الذي أتى بنا إليه، وسوف نجني في يوم الحصاد ثمراً للأبدية. 

جورج اندريه


Thursday, March 17, 2011

القس جون نور... ماهية الصوم

الحديث عن الصوم من الأحاديث التي لها حساسية خاصة
 بسبب الترتيبات 
البشرية الكثيرة والمتنوعة التي أحاطت بهذا التعليم، وكثرة التعاليم والتقاليد البشرية عن الصوم حجبت الحق الكتابي بشأن هذا التعليم، وكثرة التعاليم الطائفية التي مزجت الحق الكتابي بأشياء أخرى كثيرة لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بذلك الحق. لذا يصير من المهم جداً أن نتدارس ما ورد في كلمة الله عن الصوم، حتى ننقي ونصحح ممارساتنا التعبدية من كل ما يعلق بها من تعليم بشري.

ما هو الصوم؟

هذا هو السؤال الذي ينبغي أن نبدأ به للتعرف على الحق الكتابي، والإجابة على هذا السؤال لغوياً ستعيننا أكثر على تصحيح ممارسات خاطئة شاعت بالنسبة للصوم في بيوتنا وحياتنا.
إن الصوم كلمة تعني حرفياً تغطية الفم أي إغلاق الفم عن الطعام والكلام. أي الإمساك عن الأكل. ويُعرف قاموس المصباح المنير {أن كل مُمسِك عن طعام أو كلام أو سير فهو صائم}.
ويرد ذات المعنى في النص اليوناني للكتاب المقدس بمعنى Nesteus والمساوية لكلمة Abolain وتعني: الإغلاق بإحكام، أي إمساك اللسان وإغلاق الفم عن الطعام. و {الإفطار} هو الكلمة المشهورة والمعروفة لدينا، وهي في الإنجليزية (كسر الصوم breakfast).
ويشير الكتاب المقدس إلى نوعين من الصوم مارسهما البشر في العهد القديم:
  1. امتناع بعض الناس عن تناول الطعام لأسباب نفسية بحتة لا علاقة لها بممارسة الصوم كعبادة. فرفض تناول الطعام ذُكر في العهد القديم كنتيجة لمشاعر ثائرة أو توتر أو غيرة أو غضب أو غيظ أو إحباط أو خيبة أمل، مثلما حدث مع حنّة أم صموئيل عندما أغاظتها ضرتها (1صم 7:1)، ومثلما امتنع يوناثان عن تناول الطعام بسبب غضبه على أبيه شاول حينما أمسك برمحه ليطعنه بسبب محبته وعلاقته بداود (1صم 34:20)، ومثلما امتنع آخاب عن الأكل حزناً وغماً وضيقاً من نابوت اليزرعيلي لعجزه عن الاستيلاء على كرمه (1مل 4:21).
  2. الصوم كعبادة وشركة روحية للتقرب من الله.
من التعريف السابق يتضح أن الصوم هو {امتناع}، وكلمة {الامتناع} تعني: عدم إدخال أي نوع من أنواع الأطعمة، أياً كان نوعها، إلى الفم أو الأمعاء، وبالتالي فإن محاولة وضع قائمة بأطعمة تؤكل وأطعمة يُمتنع عن أكلها وقت الصيام، إنما يتعارض بشكل أساسي مع ما تعنيه كلمة (صوم) أي الامتناع عن تناول" أي "طعام.
والكتاب المقدس يحدثنا عن أن الله أوضح أن كل ما خلقه هو طاهر وصالح للأكل.
أخطر ما في الحديث عن أنواع الأطعمة هو أن البشر أقاموا نُظماً صيامية بأكملها مبنية على عبارات كتابية قليلة جداً، للممارسات الشخصية التي لم تصدر بها وصايا أو تعاليم إلهية لبعض الأفراد، والتي تعبر فقط عن أسلوب معين لعلاقتهم الشخصية بالله مثل:
  1. ما جاء في قصة دانيال الذي يقول عنه {أما دانيال فجعل في قلبه أن لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه فطلب من رئيس الخصيان أن لا يتنجس} (دا 8:1)، ويشير أيضاً الكتاب أن دانيال في حزنه الشديد وحالته النفسية السيئة قال: {كنت نائحاً ثلاثة أسابيع أيام. لم آكل طعاماً شهياً ولم يدخل في فمي لحم ولا خمر ولم أدهن حتى تمت ثلاثة أسابيع أيام} (دا 2:10، 3). قراءة هذه الآية وما يليها من آيات لها لا تشير إلى أي صوم من الأصوام، لكنها تشير إلى أن {الامتناع} عن طعام وتناول طعام آخر لم يكن أساساً بسبب نوعية الطعام، لكن بسبب (الغرض) الذي يُستخدم فيه هذا الطعام. لقد كان دانيال دائماً إنساناً يهودياً ملتزماً بما يُحرّمه الناموس، الذي كان يُحرّم أكل: الشحم والدم وما لا يشق ظلفاً وما لا يجتر وما ذبح للأوثان من البهائم وما سُكب للأوثان من مشروبات. لكن ينبغي أن نلاحظ أيضاً أن الناموس وهو ينهي عن تناول أطعمة معينة، لم يعلن إطلاقاً، أن هذا له علاقة بأي شكل من الأشكال بالصوم.
  2. لم يقدم الكتاب المقدس نصاً واحداً يحدد فيه نوع الطعام الذي ينبغي أن يُؤكل وقت الصوم. لقد أوضح السيد المسيح أن المشكلة لا تكمن {فيما يدخل الفم} لينجس الإنسان بل إن {يخرج من الفم} هذا ينجس الإنسان (مت 11:15).
إن خطورة الأمر في تحديد نوعية الأطعمة، هو أن الكنائس لم تفرق بين ما هو وصية كتابية وبين ما هو ممارسة أو استحساناً بشرياً. وواضح أن عدداً كبيراً من الكنائس بنت أغلب معتقداتها عن الصوم بسبب نصوص كتابية عن اختبارات أفراد، وفي ذات الوقت فإن هذه الاختبارات لم يرد بها أمر إلهي، بل كما أن فالرسول بولس أوضح أن كثيراً من هذه الممارسات التي لم يصدر بها وصايا إلهية لا تعبر سوى عن ممارسات تقوية شخصية يستريح الفرد روحياً لممارستها، وهذا ما قاله بصريح النص حينما كثر الجدل حول هذه الأمور{واحد يؤمن أن يأكل كل شيء وأما الضعيف فيأكل بقولاً لا يزدر من يأكل بمن لا يأكل ولا يَدِنْ من لا يأكل من يأكل لأن الله قبله والذي يأكل فللرب يأكل لأنه يشكر الله والذي لا يأكل فللرب لا يأكل ويشكر الله.. طوبى لمن لا يدين نفسه فيما يستحسنه}(رو 3:14، 22).
هل عرفت الآن ما هو الصوم الحقيقي الذي يطلبه الله وانه ليس ما يدخل الفم ينجسُ الإنسان بل ما يخرج من فم الإنسان هو ما ينجس.


متى 15 الايات 16-20

 فقال يسوع هل انتم ايضا حتى الآن غير فاهمين .
17 ألا تفهمون بعد ان كل ما يدخل الفم يمضي الى الجوف ويندفع الى المخرج .
18 واما ما يخرج من الفم فمن القلب يصدر .وذلك ينجس الانسان .
19 لان من القلب تخرج افكار شريرة قتل زنى فسق سرقة شهادة زور تجديف .
20 هذه هي التي تنجس الانسان

Friday, March 11, 2011

علامات نهاية الزمان و مجيء المسيح ثانية


وَبَيْنَمَا كَانَ جَالِساً عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، تَقَدَّمَ إِلَيْهِ التَّلاَمِيذُ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا لَهُ: "أَخْبِرْنَا مَتَى يَحْدُثُ هَذَا. وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ رُجُوعِكَ وَانْتِهَاءِ الزَّمَانِ؟" فَأَجَابَ يَسُوعُ: "انْتَبِهُوا! لاَ يُضَلِّلْكُمْ أَحَدٌ! فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ إِنِّي أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ، فَيُضَلِّلُونَ كَثِيرِينَ. وَسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ. فَإِيَّاكُمْ أَنْ تَرْتَعِبُوا! فَلاَبُدَّ أَنْ يَحْدُثَ هَذَا كُلُّهُ، وَلَكِنْ لَيْسَتِ النِّهَايَةُ بَعْدُ. فَسَوْفَ تَنْقَلِبُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ، وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَحْدُثُ مَجَاعَاتٌ وَزَلاَزِلُ فِي عِدَّةِ أَمَاكِنَ. وَلَكِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا لَيْسَتْ إِلاَّ أَوَّلَ الْمَخَاضِ. عِنْدَئِذٍ يُسَلِّمُكُمُ النَّاسُ إِلَى الْعَذَابِ، وَيَقْتُلُونَكُمْ، وَتَكُونُونَ مَكْرُوهِينَ لَدَى جَمِيعِ الأُمَمِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي؛ فَيَرْتَدُّ كَثِيرُونَ وَيُسَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَيُبْغِضُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَيَظْهَرُ كَثِيرُونَ مِنَ الأَنْبِيَاءِ الدَّجَّالِينَ وَيُضَلِّلُونَ كَثِيرِينَ. وَإِذْ يَعُمُّ الإِثْمُ، تَبْرُدُ الْمَحَبَّةُ لَدَى الْكَثِيرِينَ. وَلَكِنَّ الَّذِي يَثْبُتُ حَتَّى النِّهَايَةِ، فَهُوَ يَخْلُصُ. فَسَوْفَ يُنَادَى بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هَذِهِ فِي الْعَالَمِ كُلِّهِ، شَهَادَةً لِي لَدَى الأُمَمِ جَمِيعاً. وَبَعْدَ ذَلِكَ تَأْتِي النِّهَايَةُ. 
فَعِنْدَمَا تَرَوْنَ رَجَاسَةَ الْخَرَابِ، الَّتِي قِيلَ عَنْهَا بِلِسَانِ دَانِيآلَ النَّبِيِّ، قَائِمَةً فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ، لِيَفْهَمِ الْقَارِيءُ! عِنْدَئِذٍ لِيَهْرُبِ الَّذِينَ فِي مِنْطَقَةِ الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ؛ وَمَنْ كَانَ عَلَى السَّطْحِ، فَلاَ يَنْزِلْ لِيَأْخُذَ مَا فِي بَيْتِهِ؛ وَمَنْ كَانَ فِي الْحَقْلِ، فَلاَ يَرْجِعْ لِيَأْخُذَ ثَوْبَهُ! وَالْوَيْلُ لِلْحَبَالَى وَالْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ! فَصَلُّوا لِكَيْ لاَ يَكُونَ هَرَبُكُمْ فِي شِتَاءٍ أَوْ فِي سَبْتٍ، فَسَوْفَ تَحْدُثُ عِنْدَئِذٍ ضِيقَةٌ عَظِيمَةٌ لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهَا مُنْذُ بَدْءِ الْعَالَمِ إِلَى الآنَ، وَلَنْ يَحْدُثَ. وَلَوْلاَ أَنَّ تِلْكَ الأَيَّامَ سَتُخْتَصَرُ، لَمَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ الْبَشَرِ يَنْجُو. وَلَكِنْ مِنْ أَجْلِ الْمُخْتَارِينَ سَتُخْتَصَرُ تِلْكَ الأَيَّامُ. فَإِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ عِنْدَئِذٍ: هَا إِنَّ الْمَسِيحَ هُنَا، أَوْ هُنَاكَ، فَلاَ تُصَدِّقُوا! فَسَوْفَ يَبْرُزُ أَكْثَرُ مِنْ مَسِيحٍ دَجَّالٍ وَنَبِيٍّ دَجَّالٍ، وَيُقَدِّمُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَأَعَاجِيبَ، لِيُضَلِّلُوا حَتَّى الْمُخْتَارِينَ، لَوِ اسْتَطَاعُوا. هَا أَنَا قَدْ أَخْبَرْتُكُمْ بِالأَمْرِ قَبْلَ حُدُوثِهِ. فَإِذَا قَالَ لَكُمُ النَّاسُ: هَا هُوَ الْمَسِيحُ فِي الْبَرِّيَّةِ! فَلاَ تَخْرُجُوا إِلَيْهَا؛ أَوْ: هَا هُوَ فِي الْغُرَفِ الدَّاخِلِيَّةِ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. فَكَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يُومِضُ مِنَ الشَّرْقِ فَيُضِيءُ فِي الْغَرْبِ، هَكَذَا يَكُونُ رُجُوعُ ابْنِ الإِنْسَانِ. فَحَيْثُ تُوْجَدُ الْجِيفَةُ، تَتَجَمَّعُ النُّسُورُ! وَحَالاً بَعْدَ الضِّيقَةِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَيَحْجُبُ الْقَمَرُ ضَوْءَهُ، وَتَتَهَاوَى النُّجُومُ مِنَ السَّمَاءِ، وَتَتَزَعْزَعُ قُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ. وَعِنْدَئِذٍ تَظْهَرُ آيَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ، فَتَنْتَحِبُ قَبَائِلُ الأَرْضِ كُلُّهَا، وَيَرَوْنَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً عَلَى سُحُبِ السَّمَاءِ بِقُدْرَةٍ وَمَجْدٍ عَظِيمٍ. وَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِصَوْتِ بُوقٍ عَظِيمٍ لِيَجْمَعُوا مُخْتَارِيهِ مِنَ الْجِهَاتِ الأَرْبَعِ، مِنْ أَقَاصِي السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقَاصِيهَا. 
"وَتَعَلَّمُوا هَذَا الْمَثَلَ مِنْ شَجَرَةِ التِّينِ: عِنْدَمَا تَلِينُ أَغْصَانُهَا، وَتُطْلِعُ وَرَقاً، تَعْرِفُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌ. هَكَذَا أَيْضاً حِينَ تَرَوْنَ هَذِهِ الأُمُورَ جَمِيعَهَا تَحْدُثُ، فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ بَلْ عَلَى الأَبْوَابِ! الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَزُولُ هَذَا الْجِيلُ أَبَداً، حَتَّى تَحْدُثَ هَذِهِ الأُمُورُ كُلُّهَا. إِنَّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ تَزُولاَنِ؛ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ أَبَداً. 
أَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ، فَلاَ يَعْرِفُهُمَا أَحَدٌ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ الآبُ وَحْدَهُ. وَكَمَا كَانَتِ الْحَالُ فِي زَمَنِ نُوحٍ، كَذَلِكَ سَتَكُونُ عِنْدَ رُجُوعِ ابْنِ الإِنْسَانِ: فَقَدْ كَانَ النَّاسُ فِي الأَيَّامِ السَّابِقَةِ لِلطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ، حَتَّى فَاجَأَهُمُ الْيَوْمُ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ السَّفِينَةَ،
وَنَزَلَ الطُّوفَانُ وَهُمْ لاَهُونَ فَأَخَذَ الْجَمِيعَ. هَكَذَا سَتَكُونُ الْحَالُ عِنْدَ رُجُوعِ ابْنِ الإِنْسَانِ: عِنْدَئِذٍ يَكُونُ رَجُلاَنِ فِي الْحَقْلِ، فَيُؤْخَذُ أَحَدُهُمَا وَيُتْرَكُ الآخَرُ، 
وَامْرَأَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلَى الرَّحَى، فَتُؤْخَذُ إِحْدَاهُمَا، وَتُتْرَكُ الأُخْرَى. فَاسْهَرُوا إِذَنْ، لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَرْجِعُ رَبُّكُمْ. وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ الْبَيْتِ فِي أَيِّ رُبْعٍ مِنَ اللَّيْلِ يَدْهَمُهُ اللِّصُّ، لَظَلَّ سَاهِراً وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُنْقَبُ. فَكُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اسْتِعْدَادٍ، لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَيَرْجِعُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَتَوَقَّعُونَهَا! فَمَنْ هُوَ إِذَنْ ذَلِكَ الْعَبْدُ الأَمِينُ وَالْحَكِيمُ الَّذِي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ لِيُقَدِّمَ لَهُمُ الطَّعَامَ فِي أَوَانِهِ؟ طُوبَى لِذَلِكَ الْعَبْدِ الَّذِي يَأْتِي سَيِّدُهُ فَيَجِدُهُ يَقُومُ بِعَمَلِهِ. الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ سَيُقِيمُهُ عَلَى مُمْتَلَكَاتِهِ كُلِّهَا. وَلَكِنْ إِذَا قَالَ ذَلِكَ الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ فِي قَلْبِهِ: سَيَتَأَخَّرُ سَيِّدِي فِي رُجُوعِهِ! وَبَدَأَ يَضْرِبُ زُمَلاَءَهُ الْعَبِيدَ وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ السِّكِّيرِينَ، فَإِنَّ سَيِّدَ ذَلِكَ الْعَبْدِ لاَبُدَّ أَنْ يَرْجِعَ فِي يَوْمٍ لاَ يَتَوَقَّعُهُ، وَسَاعَةٍ لاَ يَعْرِفُهَا، فَيَفْصِلُهُ وَيَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ الْمُرَائِينَ، هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ!

متى  24 / 3-51