تحتفل الكنيسة بالتجلي في 6 آب. يدعو العامة هذا العيد بعيد الرب وهذه التسمية لها اساسها العميق : يسوع المسيح
ربنا وإلهنا . ففي التجلي ظهر لنا المسيح كإله ممجد, وأثبت لنا في تجليه جوهره الأساسي , الإله الممجد . قبل حدث التجلي هيأ المسيح تلاميذه لهذه الرؤيا بقوله " إن قوماً من القائمين ههنا لن يذوقوا الموت قبل أن يروا ملكوت الله آتياً بقوة " .فمشهد التجلي هو لقطة خاطفة للمجيء الثاني وهو ما يسميه الآباء اليوم الثامن وهذا هو الملكوت الذي طالما تحدث عنه المسيح
مجد الرب يتراءى لموسى في العهد القديم في القرن الثالث عشر قبل الميلاد وفي برية سيناء استدعى الرب موسى إلى الجبل ليعطيه الشريعة على لوحتين حجريين – موسى هذا النبي العظيم الذي شق البحر الأحمر وقاد شعب الله من مصر وتاه به عبر الصحارى 0 لبى موسى دعوة الله وصعد إلى الجبل وفجأة غمرت الغمامة الجبل ومجد الرب استقر عليه, ناداه الرب من وسط الغمامة وكان منظره كنار آكلة , فاقترب موسى ودخل في الغمامة وبقي 40 يوما وأربعين ليلة ( خروج 24 : 12 – 18 ) طلب موسى من الرب أن يظهر لـه مجده فأجابه الله ".... لا تستطيع أن ترى وجهي لأنه لا يراني إنسان ويعيش ... قف على هذه الصخرة وإذا مر مجدي أظللك بيدي حتى أجتاز ثم أزيل يدي فتنظر قفاي وأما وجهي فلا يرى " .( خروج33 : 21 و 22 ) وهكذا فعل الرب , فمر قدامه قائلاً : " الرب إله رحيم ورؤوف ، طويل الأناة كثير المراحم " انحنى موسى وسجد أمام حضرة الله .
أما في القرن التاسع ظهر النبي إيليا وكان غاضباً , لأن ملوك اسرائيل بدؤوا يعبدون إله بعل فدافع إيليا عن الإله الحي ووبخ الملوك بشجاعة ، ثم سار هارباً من غيظ الملكة إيزابيل . يظهر أمامه ملاك الرب فيقدم لـه الخبز والماء ويأمره بأن يتابع السير . مشى ايليا أربعين يوماً وأربعين ليلة حتى وصل إلى جبل موسى( حوريب) فاستدعاه الرب ليريه مجده ثم أمره قائلاً : " اخرج من المغارة وقف على الجبل " , فهبت ريح عظيمة وشديدة 0 ولم يكن الرب لا في الريح ولا في الزلزال ولا في النار بل كان النسيم اللطيف .
ماذا يعني مجد الرب ؟ مجد الرب عند موسى نار متميزة عن الغمامة التي تصطحبه وتحيطه والتي تشير إلى حضرة الله .
وعند إيليا مجد الرب نسيم عليل يشير إلى الصداقة الودودة التي يهيئها الله لمحبيه .
من اقترب من مجد الرب استمد من نوره وشع وجهه كما حصل مع موسى الذي ظهر وجهه مشرقاً لامعاً بعد مقابلة الله فاضطر لاستعمال البرقع.(خروج 34 : 35 )" وإذا بمجد الرب أتى إلى الهيكل " 0ثم بدأ هذا المجد يتضح شيئاً فشيئاً وبدأ خياله يأخذ صورة شبه إنسان0 نعم لقد رأى حزقيال مجد الرب عائدا إلى شعبه بصورة ابن البشر . ( حزقيال 1 :27 )
مجد الرب يظهر في المسيح : متى 17 : 1 –13 لوقا 9 : 28 – 37 مرقس 9 : 1 –13 " والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده ... " ( يوحنا1 :14 ) " الله لم يره أحد قط : الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خّبر " ( يوحنا 1 : 18 )
كيف كان الوضع قبل التجلي
إن تجلي المسيح في الأناجيل يقع في لحظة حاسمة هي اللحظة التي يكشف فيها يسوع لتلاميذه الكيفية التي سيتم بها عمله ( بينما يعترف التلاميذ بأنه هو المسيح المنتظر متى 16 : 16 ) إن تمجيده سيكون بعثاً ( قيامة ) الأمر الذي يطلب عبور الألم والموت . وفي مشهد التجلي يبدو المسيح متمماً كتب الشريعة والأنبياء ونبوءا تهم عن السيد المسيح ابن الله .
لماذا التجلي بحضور بعض التلاميذ وبحضور موسى وإيليا ؟ سيكون التلاميذ شهوداً لـلسيد المسيح كما يشهد بطرس ويعقوب ويوحنا: " فما اتبعنا نحن خرافات ملفقة حين أطلعناكم على قوة ربنا يسوع المسيح وعلى مجيئه ، لأننا بعيوننا رأينا عظمته ", " فإنه نال من الله الآب إكراماً ومجداً حين جاءه من الله تعالى صوت يقول " هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت " . "سمعنا نحن هذا الصوت آتيا من السماء وكنا معه على الجبل المقدس" .( 2بط 1 : 16 – 18 ) وبما أن التجلي صورة مسبقة لقيامة المسيح ومجيئه الثاني أو بكلمة أخرى استعلان عن مجيء المسيح الثاني, فموسى هو رمز الفصح والعبور, وإيليا رمز الانبعاث : " اختطف إيليا وسط زوبعة في مركبة نارية تاركاً روحه لإليشع " كالمسيح حينما صعد وترك روحه للكنيسة , لكي ينفي عن التلاميذ الوهم الذي كان عند الناس أنه إيليا أو أحد الأنبياء , كما أنه يؤكد أنه رب الأموات والأحياء ,الشريعة والأنبياء, المتزوجين و البتولين . وكما أن هذين النبيين رأيا مجد الله في العهد القديم كذلك يشهد الرسل مجد الله في حدث التجلي .
ما الفرق بين حضور الله في العهد القديم وحضوره في الانجيل ؟
لا يظهر حضور الله هنا بتحدثه وسط السحاب أو النار, وإنما في حضرة إيليا وموسى . يظهر يسوع لتلاميذه متجلياً بمجد الله الذي يثير فرحة بطرس فيقول " ما أجمل أن نكون هنا " . إلا أن هذا المجد ليس هو مجد اليوم الأخير ، إذ لم يعد لـه من تأثير سوى إضاءة ثياب يسوع ووجهه ، هو المجد نفسه الذي أضاء وجه موسى " وصار جلد وجهه يلمع ... فجعل على وجهه برقعاً " . ما الموضوع الذي تحدث به السيد المسيح مع موسى وإيليا ؟
كان الموضوع عن انطلاقه من اورشليم , والعبور بالموت الضروري لدخول المجد " أما كان يجب على المسيح أن يعاني هذه الآلام فيدخل في مجده ؟ ".( لوقا 24 : 25 – 27 ) والصوت الالهي : " هذا هو ابن الحبيب فله اسمعوا " يأمرنا بأن نسمع للابن ، مختار الله .
ما غاية حادئة التجلي وثمرته
ما غاية حادئة التجلي وثمرته
حدث التجلي جاء بعد إعلان يسوع عن ملكوت السموات ( بالمواعظ والأمثال) وقبل آلامه, الإعلان الذي أدى إلى موته وقيامته. لذا يعد التجلي الحدث الأهم( الذروة) في حياة يسوع التعليمية . أما بعد القيامة فقد جبر حدث التجلي قلوب تلاميذه المنكسرة وعزز إيمانهم بالمسيح , وأعاد إليهم السلام الروحي ليتمكنوا من تحمل المشقات في سبيل البشارة . فمن خلال مشاركة المؤمن آلام السيد المسيح يلتقي بالرب ويتواصل معه, وهذا ما يعزز ويقوي إيمانه .
أ – يؤيد وحي يسوع : ابن الانسان المتألم والممجد والذي بموته ستتم نبوءات الكتب المقدسة .
ب – يكشف عن حقيقة شخص يسوع : الابن الحبيب السامي المقام الذي يملك مجد الله نفسه . يكشف عن الآب والابن والروح القدس " هذا هو ابني الحبيب فله اسمعوا " . الآب يشهد والابن يمجد والروح القدس تظلل على شكل غمامة .
ج – يسبق ويرمز إلى سر القيامة : نتعلم من التجلي أن لا اكليل مجد دون اكليل شوك ، لا قيامة دون موت ولا نعيم مع المسيح دون تحمل الآلام في سبيله عندما يقول بطرس : " يا رب جيد أن تكون ههنا .." يقول مرقس الانجيلي وهو يذكر قول بطرس " لأنه لم يعلم ما يتكلم به " لأنه لو علم لميز انه ليس بالإمكان أبدا نيل المجد دون احتمال الآلام . وليس بالامكان أن نرث ملكوت الله دون أن نسعى للحصول عليه بالإيمان والاعمال الصالحة . قال السيد المسيح : " من أراد أن يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني " .فلنتذكر دائما تجلي الرب على الجبل, ولنسمع صوت الآب يأمرنا بطاعة الابن الحبيب فنسعى لبلوغ الكمال ونسلك حسب المشيئة الإلهية لنتمجد معه في الحياة .
أ – يؤيد وحي يسوع : ابن الانسان المتألم والممجد والذي بموته ستتم نبوءات الكتب المقدسة .
ب – يكشف عن حقيقة شخص يسوع : الابن الحبيب السامي المقام الذي يملك مجد الله نفسه . يكشف عن الآب والابن والروح القدس " هذا هو ابني الحبيب فله اسمعوا " . الآب يشهد والابن يمجد والروح القدس تظلل على شكل غمامة .
ج – يسبق ويرمز إلى سر القيامة : نتعلم من التجلي أن لا اكليل مجد دون اكليل شوك ، لا قيامة دون موت ولا نعيم مع المسيح دون تحمل الآلام في سبيله عندما يقول بطرس : " يا رب جيد أن تكون ههنا .." يقول مرقس الانجيلي وهو يذكر قول بطرس " لأنه لم يعلم ما يتكلم به " لأنه لو علم لميز انه ليس بالإمكان أبدا نيل المجد دون احتمال الآلام . وليس بالامكان أن نرث ملكوت الله دون أن نسعى للحصول عليه بالإيمان والاعمال الصالحة . قال السيد المسيح : " من أراد أن يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني " .فلنتذكر دائما تجلي الرب على الجبل, ولنسمع صوت الآب يأمرنا بطاعة الابن الحبيب فنسعى لبلوغ الكمال ونسلك حسب المشيئة الإلهية لنتمجد معه في الحياة .
No comments:
Post a Comment