الغني ولعازر
فقال إبراهيم: يا ابني، اذكر أنك استوفيت خيراتك في حياتك، وكذلك لعازر البلايا. والآن هو يتعزَّى وأنت تتعذب
لو 16: 25
قصة واقعية رواها المسيح ليكشف الستار عما وراء القبر. ونتعلم من هذه القصة بعض الدروس النافعة
1
لا يذكر الرب اسم الغني «لا أذكر أسماءهم بشفتيَّ» ( مز 16: 4 ). ولكنه يذكر لعازر لأنه «القديسون الذين في الأرض والأفاضل كل مسرتي بهم» ( مز 16: 3 ).
2
ـ الاختيار والدعوة بالنعمة، غالبًا ما يكون للجهَّال والضعفاء والأدنياء والمُزدرى وغير الموجود ليُبطل الموجود، «لكي لا يفتخر كل ذي
جسد أمامه» ( 1كو 1: 26 - 29).
3
مشاهد حياتهما مُتباينة: الأول غني، يلبس البزّ والأرجوان، وهو يتنعَّم كل يوم مُترفهًا، وبالإجمال: «استوفى خيراته»، ولعازر مسكين، مطروح عند باب الغني مضروبًا بالقروح، يشتهي أن يشبع من الفُتات الساقط من مائدة الغني، بل كانت الكلاب تأتي وتلحس قروحه، وبالإجمال: «استوفى البلايا».
4
طال الموت الغني كما الفقير، ولم يفرِّق بين صغير وكبير، فعلى الأرجح كان الغني شابًا، وربما لم يكن له زوجة وأولاد، فقد قال: «لي خمسة إخوة» ولم يذكر زوجة أو أولاد.
5
ـ وضع الموت حدًا لكل شيء، وتغيَّرت وتبدّلت الأحوال تمامًا، فها هو الغني في الهاوية مُعذب في اللهيب «فالعالم يمضي وشهوته» ( 1يو
2: 17 )، بينما لعازر يتعزى في حضن إبراهيم ولسان حاله: «آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا» ( رو 8: 18 ).
6
ـ لم يصلْ لعازر إلى حضن إبراهيم بسبب فقره ومُعاناته، بل لأنه من أولاد إبراهيم روحيًا حيث يُدعى إبراهيم «أبا المؤمنين» ( رو 4: 11 ، 12).
7
من كلام إبراهيم: «إن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء، ولا إن قام واحدٌ من الأموات يصدقون» ( لو 16: 31 ) نفهم أن «الإيمان بالخبر، والخبر بكلمة الله» ( رو 10: 17 ) وليس بالآيات أو بالممارسات ( أف 1: 13 ؛ يع1: 18؛ 1بط1: 23؛ إش55: 10، 11).
قارئي العزيز: إن الأبدية بدون المسيح مُرعبة، فمَنْ منا يسكن في نار آكلة ووقائد أبدية؟ فلا تمضِ إلى الأبدية بدون رجاء، وتعال للمسيح
No comments:
Post a Comment